- نادر المغـوار..| اح ـلى أعضاء |..
- مُشآركاتيّ : : 601
تاريخ التسجيل : 12/08/2012
فضل العمل الصالح والدعاء به لفرج الكُرب
الإثنين أغسطس 13, 2012 12:08 am
فضل العمل الصالح والدعاء به لفرج الكُرب
قال الإمام «البخاري»: "حدثنا
إسماعيل بن خليل أخبرنا علي بن مسهر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن
عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم
حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار
فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، فقال
رجل منهم: اللَّهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلا
ولا مالا، -أي لا أقدم في الشرب قبلهما أحدا- فنأى بي طلب الشجر يوما فلم
أرح عليهما حتى ناما فجلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين فكرهت أن أوقظهما
وأن أغبق قبلهما أهلا أو مالا، فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى
برق الفجر والصبية يتضاغون عند قدمي، فاستيقظا فشربا غبوقهما، اللَّهم إن
كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت
شيئاً لا يستطيعون الخروج منه، فقال الآخر:
اللَّهم إنه كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إليَّ وفي رواية كنت أحبها
كأشد ما يحب الرجال النساء، فراودتها على نفسها فامتنعت حتى ألمّت بها سنة
من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها
ففعلت، حتى إذا قدرت عليها وفي رواية فلما قعدت بين رجليها قالت: اتق الله
ولا تفضن الخاتم إلا بحقه، فانصرفت عنها وهي أحبّ الناس إليَّ وتركت الذهب
الذي أعطيتها؛ اللَّهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه،
فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج، وقال
الثالث: اللَّهم إني استأجرت أُجراء وأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي
له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال فجاءني بعد حين فقال: يا عبدَ
الله أدِّ إليّ أجري، فقلت: كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم
والرقيق فقال: يا عبدَ الله لا تستهـزئ بي! فقلت: لا أستهزئ بك، فأخذه كله
فاستقاه فلم يترك منه شيئا؛ اللَّهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا
ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون".
دروس وعظات
عرف
هؤلاء الثلاثة الله في الرخاء فعرفهم الله في الشدة، وهكذا كل من تعرف إلى
الله في حال الرخاء واليسر فإن الله تعالى يعرفه في حال الشدة والضيق
والكرب، فيلطف به ويعينه وييسر له أموره، قال الله تعالى "وَمَنْ يَتَّقِ
اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا
يَحْتَسِبُ".
برّ الوالدين
الأول
من هؤلاء الثلاثة ضرب مثلاً عظيماً في البر بوالديه وبقي طوال الليل
والإناء على يده لم تطب نفسه أن يشرب منه ولا أن يسقي أولاده وأهله ولا أن
ينغص على والديه نومهما حتى طلع الفجر؛ فدل هذا على فضل برّ الوالدين وعلى
أنه سبب لتيسير الأمور وتفريج الكروب، وبر الوالدين هو أعظم ما يكون من صلة
الرحم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أحب أن يبسط له في رزقه
وينسأ له في أثره، فليصل رحمه" متفق عليه، وهذا جزاء معجل لصاحبه في الدنيا
يبسط له في رزقه ويؤخر له في أجله وعمره، هذا غير الجزاء الأخروي المدخر
له في الآخرة.
العفة عصمة عظيمة
ثاني
هؤلاء الثلاثة رجل ضرب مثلاً بالغاً في العفة الكاملة حين تمكن من حصول
مراده من هذه المرأة التي هي أحب الناس إليه ولكن عندما ذكرته بالله تركها
ولم يأخذ شيئاً مما أعطاها، وجاء في الصحيحين في حديث السبعة الذين يظلهم
الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله أن من ضمن هؤلاء السبعة "رجل دعته
امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله"، قال تعالى "وَالذِينَ لا
يَدعُونَ مَعَ اللهِ إِلها آَخَرَ وَلا يَقتلُونَ النّفسَ التِي حَرَّمَ
اللهُ إِلا بِالحَقِّ وَلا يَزنُونَ وَمَنْ يَفعَل ذلِكَ يَلقَ أَثامًا.
يُضَاعَف لهُ العَذَابُ يَومَ القِيَامَةِ وَيَخلُد فِيهِ مهَانا. إِلا مَن
تابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأولَئِكَ يُبَدّلُ اللهُ
سَيِّئاتهم حَسَنَات وَكَانَ اللهُ غَفورا رَحِيمًا" الفرقان الآية 70
أداء الأمانة وصية الله إلى عباده
ثالث
هؤلاء الثلاثة رجل ضرب مثلاً عظيماً في الأمانة والنصح، حيث ثمَّر للأجير
أجره فبلغ ما بلغ وسلمه إلى صاحبه ولم يأخذ على عمله شيئاً، فما أعظم الفرق
بين هذا الرجل وبين أولئك الذين يظلمون الأجراء.
- neymar jr..| اح ـلى أعضاء |..
- مُشآركاتيّ : : 801
تاريخ التسجيل : 15/08/2013
العمر : 26
رد: فضل العمل الصالح والدعاء به لفرج الكُرب
السبت أغسطس 17, 2013 11:59 am
مشكور واصل
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى