الإصلاح بين الناس عبادة يحبها الله

قال
رسـول الله صلى الله عليه وسلم "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصدقة
والصلاة " أي درجة الصيام النافلة وصدقة نافلة والصلاة النافلة"، قال «أبو
الدرداء» "قلنا بلى يا رسول الله"، قال "إصلاح ذات البين"، فالإصلاح بين
الناس عبادة عظيمة يحبها الله سبحانه وتعالى، فالمصلـح هو ذلك الذي يبذل
جهده وماله ويبذل جاهه ليصلح بين المتخاصمين، قلبه من أحسن الناس قلوبا،
نفسه تحب الخير، تشتاق إليه، يبذل ماله ووقته ويقع في حرج مع هـذا ومع
الآخر، قال «أنس» رضي الله عنه "من أصلح بين اثنين أعطـاه الله بكل كلمة
عتق رقبة" وقال «الأوزاعي» "ما خطوة أحب إلى الله عز وجل من خطوة من إصلاح
ذات البين ومن أصلح بين اثنين كتب الله له براءة من النار" وقد كان لهذا
العمل من حسن الصّنيع أن أجاز الإسلام الكذب لأجله فقـال عليه الصلاة
والسلام "ليس الكـذّّاب الذي يصلح بين الناس ويقول وينمي خيرا"، قال «ابن
بابويه» "إن الله أحبّ الكذب في الإصلاح وأبغض الصدق في الإفساد ".