- نادر المغـوار..| اح ـلى أعضاء |..
- مُشآركاتيّ : : 601
تاريخ التسجيل : 12/08/2012
امرأة من عالم آخر...
الثلاثاء أغسطس 14, 2012 8:33 pm
أحَبَّها لحد الثمالة...لحد الجنون...هكذا كان يراها ...حتى في غيابها كانت لاتفارق مخيلته ولو للحظة...كانت تبادله نفس المشاعر...نفس الأحاسيس..وكان يجزم أنها أيضا تحبه لحد الجنون..وفعلا كانت كذلك...فعندما كان يسافر كان يستبد بها الحزن والاسى على غيابه...
ويذكر ذلك اليوم عندما عاد من السفر ...كان سفرا طويلا...لكنه عاد وكله شوق وحنين لرؤيتها ..إلا أنه أصطدم بخبر كان وقعه عليه كالصاعقة...حتى أنه سقط مغشيا عليه...
ماتت حبيبته..ماتت في نفس اليوم الذي عاد فيه...كانت فرحتها لاتوصف بعودته...هكذا قالت له عن طريق الهاتف...وكانت نبراتها توحي انها في غاية البهجة والسرور
لم يجدها...كان قدره ان يرى نعسها محملا بالاكتاف ...وسيارة نقل الموتى تنتظر وقد فتحت بابها الخلفي على مصراعيه...ووراء النعس جموع من النسوة ...وكان نواحهن يملأ المكان...أستطاع معرفة من يوجد في ذلك النعس عندما رأى والدة حبيبته تندب وجهها وهي تبكي بأعلى صوتها وتصيح :ياحرقة قلبي عليك يازينب..لاتترك أمك وترحلي....
كان آخر مشهد شاهده هوحبيته المحمولة في النعس...وأمها الثكلى التي لم تصبر على فراق إبنتها...وجد نفسه في فراشه ...وكان يحس بألم شديد في الرأس ..وقشعريرة قد أجتاحت سائر جسمه...وصوت بدا مصدره بعيدا جدا مع أن صاحبه يقف بجانب باب الغرفة...كان صاحب الصوت يخاطب على مايبدو أشخاصا خارج غرفته :لقد أسترجع وعيه...الحمد الله أنه استفاق فلو شاهدته والدته قبل ذلك..لأغمي عليها هي ألاخرى...أستطاع بصعوبة أن يعرف من هو هذا الشخص مع ان صوته مألوف لديه...فهو خاله...عاد نفس الصوت يقول وهو يخاطب شخصا محددا:قل لهم لاداعي للطبيب فلقد أسترجع عزيز وعيه...
اتجه عباس نحو ابن أخته...وضع كف يده على جبينه وهو يقول بنبرة حنان:حرارتك مرتفعة ..أعتقد انه لابد من استدعاء الطبيب...نظر عزيز الى خاله بعين غارقتين في الدموع وقال له متسائلا:كيف ماتت..فلقد كلمتني اليوم ..وكانت بصحة جيدة..؟؟
صمت خاله لبرهة...فتراءى لعزيز أنه تمادى في صمته..تم عادا يقول وهو يغالب بكائه :لقد حددنا موعد الزواج بعد أسبوعين ...فلماذا أخدها مني الله...هذا ليس منصفا..
ـ قل أستغفر له ياولدي..لاتقل هذا الكلام...فهذه مشيئة الله ..وفي ذلك حكمة لايعلم بها الا جل شأنه...
طأطأ عزيز رأسه وقال :ونعم بالله ...
ثم نظر الى خاله وأستأنف كلامه بنبرة حزينة وقد تغلب عليه البكاء:ولكن ياخالي كيف ماتت؟؟
أجابه :والله ياإبن أختي لاأملك الجواب على سؤالك ...وكل مايمكن ان أقول لك أن أجلها انتهى..
استعاد عافيته بعد مرور ايام قليلة...لكنه أحس أنه يوجد في أعماقه جرح لن يندمل أبدا ..جرح الإشتياق ...جرح الغربة...رحلت حبيبته الى الابد...ولن تعود أبدا ...مجرد التفكير في ذلك تضيق به الدنيا وكل مافيها...ويختلجه الشعور بحزن عميق....
كيف ماتت سؤال ظل يلاحقه ولم يعرف له جواب...كان قد سأل والدتها ذات السؤال الذي طرحه على خاله...لكنه لم يظفر بالاجابة الشافية......إبنتي ماتت في عز شبابها...كنت ياولدي حلمها ..كانت تحلم بحياة زوجية سعيدة معك...لأنك تحمل كل الخصال الحميدة للزوج المثالي...هكذا كانت تحدثنا وهي تنظر الى فستان العرس الذي اشتريتها لها....وتبكي الأم وتستانف كلامها:في الايام الاخيرة قبل وفاتها كانت لاتفارق غرفتها...وكلما دخلت عليها الغرفة وجدتها تشاهد البوم الصور لخطوبتكما...وفي عينيها أثر الدموع....تمسح الام دموعها وتسترسل في الكلام بنبرة بدت حزينة...ماتت يابني في فستان الزفاف الذي اشتريتها لها....وبجانبها تناثرت الصور...كان كلامها له وقْع ...هل يواسي الأم الثكلى...أم يواسي نفسه...
غادرت الأم ورجعت وهي تحمل البوم الصور...وفستان الزواج...والخاتم...وحقيبة بها بعض اغراض زينب..ثم قالت له:بقدرماتفتقدها..فاني افتقدها أنا ايضا...ثم وهي تعطيه ماجلبت من غرفتها وتستأنف كلامها:هذه الاشياء هي أعز ماكانت تملك ...ستظل زينب معك ..مادامت ستحتفظ بأغراضها....
بعد مرور الوقت لم يعد يؤرقه ذلك السؤال:كيف ماتت؟؟...حتى انه لم يعد يريد معرفة الجواب...كيف سيلتقي بها؟؟هذا هو السؤال الذي يؤرقه كلما عاوده الشوق والحنين اليها...تذكر عبارة كتبتها في كراسة اوراقها التي وجدها في الحقيبة:سنلتقي من جديد حيث سيكتب لنا الخلود...ووضعت شرحا موجزا تحت العبارة :هكذا يكتب اللقاء من جديد لأولئك الذين تتسم علاقتهم بنبل القيم وسمو الأخلاق...
كانت آخر عبارة كتبتها على مايبدو...أحس بأنه يريد من جديد معرفة كيف ماتت..ولكنه سرعان ما وجد نفسه غير محتاج لارهاق نفسه لمعرفة الجواب..ولايريد قطعا معرفته مادام قد أصبح متيقنا أن لقائهما منتظر....
ويذكر ذلك اليوم عندما عاد من السفر ...كان سفرا طويلا...لكنه عاد وكله شوق وحنين لرؤيتها ..إلا أنه أصطدم بخبر كان وقعه عليه كالصاعقة...حتى أنه سقط مغشيا عليه...
ماتت حبيبته..ماتت في نفس اليوم الذي عاد فيه...كانت فرحتها لاتوصف بعودته...هكذا قالت له عن طريق الهاتف...وكانت نبراتها توحي انها في غاية البهجة والسرور
لم يجدها...كان قدره ان يرى نعسها محملا بالاكتاف ...وسيارة نقل الموتى تنتظر وقد فتحت بابها الخلفي على مصراعيه...ووراء النعس جموع من النسوة ...وكان نواحهن يملأ المكان...أستطاع معرفة من يوجد في ذلك النعس عندما رأى والدة حبيبته تندب وجهها وهي تبكي بأعلى صوتها وتصيح :ياحرقة قلبي عليك يازينب..لاتترك أمك وترحلي....
كان آخر مشهد شاهده هوحبيته المحمولة في النعس...وأمها الثكلى التي لم تصبر على فراق إبنتها...وجد نفسه في فراشه ...وكان يحس بألم شديد في الرأس ..وقشعريرة قد أجتاحت سائر جسمه...وصوت بدا مصدره بعيدا جدا مع أن صاحبه يقف بجانب باب الغرفة...كان صاحب الصوت يخاطب على مايبدو أشخاصا خارج غرفته :لقد أسترجع وعيه...الحمد الله أنه استفاق فلو شاهدته والدته قبل ذلك..لأغمي عليها هي ألاخرى...أستطاع بصعوبة أن يعرف من هو هذا الشخص مع ان صوته مألوف لديه...فهو خاله...عاد نفس الصوت يقول وهو يخاطب شخصا محددا:قل لهم لاداعي للطبيب فلقد أسترجع عزيز وعيه...
اتجه عباس نحو ابن أخته...وضع كف يده على جبينه وهو يقول بنبرة حنان:حرارتك مرتفعة ..أعتقد انه لابد من استدعاء الطبيب...نظر عزيز الى خاله بعين غارقتين في الدموع وقال له متسائلا:كيف ماتت..فلقد كلمتني اليوم ..وكانت بصحة جيدة..؟؟
صمت خاله لبرهة...فتراءى لعزيز أنه تمادى في صمته..تم عادا يقول وهو يغالب بكائه :لقد حددنا موعد الزواج بعد أسبوعين ...فلماذا أخدها مني الله...هذا ليس منصفا..
ـ قل أستغفر له ياولدي..لاتقل هذا الكلام...فهذه مشيئة الله ..وفي ذلك حكمة لايعلم بها الا جل شأنه...
طأطأ عزيز رأسه وقال :ونعم بالله ...
ثم نظر الى خاله وأستأنف كلامه بنبرة حزينة وقد تغلب عليه البكاء:ولكن ياخالي كيف ماتت؟؟
أجابه :والله ياإبن أختي لاأملك الجواب على سؤالك ...وكل مايمكن ان أقول لك أن أجلها انتهى..
استعاد عافيته بعد مرور ايام قليلة...لكنه أحس أنه يوجد في أعماقه جرح لن يندمل أبدا ..جرح الإشتياق ...جرح الغربة...رحلت حبيبته الى الابد...ولن تعود أبدا ...مجرد التفكير في ذلك تضيق به الدنيا وكل مافيها...ويختلجه الشعور بحزن عميق....
كيف ماتت سؤال ظل يلاحقه ولم يعرف له جواب...كان قد سأل والدتها ذات السؤال الذي طرحه على خاله...لكنه لم يظفر بالاجابة الشافية......إبنتي ماتت في عز شبابها...كنت ياولدي حلمها ..كانت تحلم بحياة زوجية سعيدة معك...لأنك تحمل كل الخصال الحميدة للزوج المثالي...هكذا كانت تحدثنا وهي تنظر الى فستان العرس الذي اشتريتها لها....وتبكي الأم وتستانف كلامها:في الايام الاخيرة قبل وفاتها كانت لاتفارق غرفتها...وكلما دخلت عليها الغرفة وجدتها تشاهد البوم الصور لخطوبتكما...وفي عينيها أثر الدموع....تمسح الام دموعها وتسترسل في الكلام بنبرة بدت حزينة...ماتت يابني في فستان الزفاف الذي اشتريتها لها....وبجانبها تناثرت الصور...كان كلامها له وقْع ...هل يواسي الأم الثكلى...أم يواسي نفسه...
غادرت الأم ورجعت وهي تحمل البوم الصور...وفستان الزواج...والخاتم...وحقيبة بها بعض اغراض زينب..ثم قالت له:بقدرماتفتقدها..فاني افتقدها أنا ايضا...ثم وهي تعطيه ماجلبت من غرفتها وتستأنف كلامها:هذه الاشياء هي أعز ماكانت تملك ...ستظل زينب معك ..مادامت ستحتفظ بأغراضها....
بعد مرور الوقت لم يعد يؤرقه ذلك السؤال:كيف ماتت؟؟...حتى انه لم يعد يريد معرفة الجواب...كيف سيلتقي بها؟؟هذا هو السؤال الذي يؤرقه كلما عاوده الشوق والحنين اليها...تذكر عبارة كتبتها في كراسة اوراقها التي وجدها في الحقيبة:سنلتقي من جديد حيث سيكتب لنا الخلود...ووضعت شرحا موجزا تحت العبارة :هكذا يكتب اللقاء من جديد لأولئك الذين تتسم علاقتهم بنبل القيم وسمو الأخلاق...
كانت آخر عبارة كتبتها على مايبدو...أحس بأنه يريد من جديد معرفة كيف ماتت..ولكنه سرعان ما وجد نفسه غير محتاج لارهاق نفسه لمعرفة الجواب..ولايريد قطعا معرفته مادام قد أصبح متيقنا أن لقائهما منتظر....
- neymar jr..| اح ـلى أعضاء |..
- مُشآركاتيّ : : 801
تاريخ التسجيل : 15/08/2013
العمر : 26
رد: امرأة من عالم آخر...
السبت أغسطس 17, 2013 7:00 pm
مشكور
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى